الأهلي- قصة نخبوية صنعت آسيا ورسالة أسقطت منافسين

الأهلي حكاية جديرة بأن تُروى وتُخلّد، فكيف لا وهو الذي استطاع أن يخضع قارة آسيا الشاسعة بأبعادها الجغرافية والبشرية والاقتصادية، ويقتنص منها لقباً فريداً ووسماً رفيعاً. من أراد أن يستعير بلاغة اللغة، فليبدأ بذكر اسم الأهلي، فسيجد نفسه ينهل من معين لا ينضب. وإن أراد أن يضيف المزيد من البلاغة والجمال، فليأتِ وليعبّر عن إعجابه بـ "النخبوي". هنا، سيستدعي التاريخ ليقف بجانبه، وتشاركه الجغرافيا همساتها، وليقل على طريقة فنان العرب محمد عبده: "جئتك من النسيان ومن كل الزمان الذي مضى". وبعدها، فليعزف قليلاً من كثير يستحقه هذا الكيان الشامخ...!!!

الأهلي تسمو قامته ليصافح العظماء، وقدّمت نخبويته رسالة مدوية أسقطت أمامها كل من الهلال والنصر، أما الاتحاد فهو خارج نطاق المقارنة مع الأهلي. فرحته العابرة والوحيدة تعتبر دليلاً قاطعاً على نزاهة ميولنا وانتمائنا للأهلي. ومع كل هذا، تعلمنا الروح النخبوية أن نحترم الجميع، بمن فيهم أولئك الذين أساءوا إلينا في أوج انتصاراتنا...!!!

أشعر وكأن الوطن بأكمله يميل للأهلي، ففي كل ناحية وزاوية نجد احتفاءً بهذا النادي العريق، سواء في المدن أو القرى، وما زالت موجة الفرح مستمرة ومتدفقة يا صديقي...!!!

كتب أحد الزملاء الاتحاديين مقولة تهكمية "الدوري أهم من النخبة"، فضحك منه وتعجب من رأيه كل من قرأ كلامه، حتى أن أحد مشجعي الاتحاد رد عليه قائلاً "لقد تجاوزت الحدود"...!!

(2)

يقول العلامة الدكتور عبد العزيز السلومي: إذا غابت عنك حقائق الأشياء، فلا تتعجل بإنكارها وجحدها.

‏في خضم رحلتنا الحياتية، نصادف ونتعامل مع الكثير من الأمور دون أن نعي كنهها وجوهرها الحقيقي، بالرغم من وضوح آثارها ودلالاتها. وهذا يؤكد أن (وجود الشيء هو أمر مختلف تماماً عن إدراكه وفهمه). فأرواحنا تسكن أجسادنا، ولكن هل استطعنا حقاً أن ندرك ماهية أرواحنا وأسرارها؟ فإذا لم تكن قادراً على إدراك شيء وفهم حقيقته، فلا تسارع إلى إنكاره أو التقليل من شأنه وأثره.